المانع ومعناه، من حيث كونُه حُكْماً شَرْعِيّاً وَضْعِيّاً.

المانع لغة: هو الحائل بين الشّيئين. واصطلاحاً: هو الوصف الوجوديّ، الظّاهر، المنضبط، المعرّف، نقيض الحكم. أو: ما يلزم من وجوده العدم، ولا يلزم من عدمه وجود ولا عدم. شرح التّعريف : إنَّ معظم فقرات هذا التَّعريف قد مرّت معنا عند الكلام على السّبب، ولا مانع من إعادة شرحها. الوجوديّ: هو قيد، أخرج به الوصف العدميّ،…

مَوْقِفُ الصَّحَابَةِ مِنَ رواية الحَدِيثِ إقلالاً وإكثاراً بَعْدَ وَفَاةِ الرَّسُولِ صلّى الله عليه وسلّم

مَوْقِفُ الصَّحَابَةِ مِنَ رواية الحَدِيثِ إقلالاً وإكثاراً بَعْدَ وَفَاةِ الرَّسُولِ صلّى الله عليه وسلّم: – أخرج أبو داودَ والتِّرمذيُّ في سننِهما، عن سيّدنا زَيْدٍ بْنِ ثَابِتٍ رضيَ اللهُ عنهما، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرءاً سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَفِظَهَا وَوَعَاهَا، فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا، فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ»، وفي حديث آخر…

الرّدُ على شبهة “نزول القرآن الكريم منجَّماً دليل أنّه من عند غير الله تعالى”

إنّ الشّبهة الّتي تقول:(بأنّ القرآن الكريم لو كان من عند لله تعالى لنزل دفعة واحدة، فلمَّا كان النُّزول تنجيماً، دلَّ على أنَّه من عند غير الله تعالى) هي شبهةٌ باطلةٌ، وبطلانُها من وجهين: 1)  الكتب السّابقة لم تنزل جملة واحدة. 2)  هناك أسباب لنزول القرآن الكريم منجَّماً: فتنزيل القرآن الكريم منجَّماً حسب الوقائع والأحداث، ليكون…

الإنفاق بما يطاق، عند البرد والإملاق(1) سيّدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه نموذجاً

الإنفاق بما يطاق، عند البرد والإملاق(1) سيّدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه نموذجاً الخيريّة والنّفع والتّعاون والإغاثة والصّدقة والبرّ وما في ركابها من معانٍ إنسانيَّة عميقةٍ، هي أخلاقٌ غرسها الإسلام، وحرص على تنميتها وتوجيهها، كيف لا؟! وعنوانُ البعثةِ النَّبويَّةِ إتمامُ مكارمِ الأخلاق. – هذا الحرص على الأخلاق والخيريّة يُعتبر من صلب مقاصد القرآن الكريم،…

التّوفيقُ بين أحاديثِ النّهيِ عن كتابة السنّة النَّبوية الشّريفة، وبين الآثار الّتي تدلُّ على الإذن بالكتابة

للرّد على هذه الشّبهة، فقد قام أهل العلم بالتّوفيق بين أحاديث النّهي عن الكتابة، وبين الآثار الّتي تدلّ على الإذن بها، فالأكثرون على أنّ النّهي منسوخ بالإذن، ومن قائل بأنّ النّهي خاصٌّ بمن لا يُؤمَنُ عليه الغلط والخلط بين القرآن وَالسُنَّةِ، أمّا الإذن فهو خاصّ بمن أُمِنَ عليه ذلك، وأعتقد أنّه ليس هنالك تعارض حقيقيّ…

مدَّة نزول القرآن الكريم، وتنجيم هذا النّزول

ابتدأ إنزال القرآن الكريم من مبعثه عليه الصَّلاة والسَّلام، وانتهى بقرب انتهاء حياته الشّريفة، وتقدّر هذه المدّة بعشرين، أو ثلاثة وعشرين، أو خمسة وعشرين عاماً، تبعاً للخلاف في مدّة إقامته في مكّة بعد البعثة، أكانت عشر سنين، أم ثلاث عشرة، أم خمس عشرة سنة، أمّا مدّة إقامته بالمدينة فعشر سنين اتّفاقاً. كذلك قال السُّيوطيّ. ولكن…

الفرقُ بينَ الأفعال وردودها في ميزان الفكر الإسلاميّ

باسم الفتّاح العليم يقول العلماء و المفكّرون: إنّ لكلّ فعل ٍ من الأفعال في مقام الوجود ردّا ً منعكساً عنه انعكاساً شرطيَّاً لازماً، فإذا ما كان هذا الفعل صحيحاً، فإنّ الرّدّ عليه أو عنه سيكون صحيحاً، و إذا كان الفعل نفسه خطأً، فإنّ الرّد المنعكس عنه سيكون خطأً بالطّبع و اللّزوم. إلّا أنّ السّؤال الّذي…

الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ الوَضْعِيّ (2 – الشَّرط)

2. الشَّرط: الشَّرطُ لغةً : هو العلامة، ومنه أشراط السَّاعة، أي؛ علاماتها. وهو أيضاً: تعليق أمر بأمر، كلّ منهما في المستقبل، كتعليق صحَّة الصَّلاة على حدوث شروطها، وكلاهما في المستقبل. والشَّرط اصطلاحاً: هو ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجودٌ ولا عدم لذاته، ويكون خارجاً عن حقيقة المشروط. شرح التَّعريف: 1. هو…

الموضوع السابع الواجبُ والمستحيلُ والجائزُ في الحُكْمِ العّادِيِّ

الآن: بعدما مررنا على معنى الحكم، وأنواعه بحسب المنشأ، لابدَّ أن نعلم أن لكل نوعٍ أقساماً هي:1_الواجب.  2_المستحيل.   3_الجائز.، فمعنى الواجب: الحكم الثابت دائماً، ومعنى المستحيل: الحكم المنفي دائماً، ومعنى الجائز: الحكم الّذي يقبل الإثبات، ويقبل النّفي. فالحكم العاديّ ينقسم إلى: 1_ واجبٍ وهو ما يكون ثابتًا دائمًا، ومعرفتنا لهذا الثّبوت كان بواسطة التّكرار والمشاهدة،…

فنُّ البيان، وأهمّيَّته في مسيرة طالب العلم

نقصد بفنّ البيان هنا: علوم البلاغة الثَّلاثة، والبيان يطلق، ويراد به: علم البيان الخاصِّ، وعلم المعاني، وعلم البديع. أهمّية هذا العلم: تأتي أهمّية هذا العلم، في كونه داخلاً في مفهوم علوم اللّغة، وعلوم اللّغة هي مفتاح لفهم الشّريعة، وشرطٌ لصحّة الاجتهاد، ولا يصح لمجتهد أن يجتهد إلّا إذا تحقّق بعلوم اللّغة، وأهمّ علوم اللّغة على…