الكلام عن الخاصِّ من تقسيمات كتاب الله تعالى

الخاصُّ: لفظٌ وضع لمعنى، أو لمسمّى معلوم على الانفراد، سواء كان ذلك المعنى شخصاً كزيد، أو نوعاً كرجل، أو جنساً كإنسان. مثاله: قوله تعالى: [والمطلَّقات يتربّصن بأنفسهنَّ ثلاثة قروء]، فكلمة ثلاثة: اسم خاصّ وضع لعدد معلوم، فيراد بالقرء الحيض. حكمه: الخاصّ دليل قطعيّ، يجب العمل به، لأنّه يتناول مدلوله قطعاً.

بيان أحكام السُّؤر

بيان أحكام السُّؤر: – الماء القليل إذا شرب منه الحيوان يكون على أربعة أقسام، ويسمى سؤراً: الأوَّل: طاهر مطهر: وهو ما شرب منه آدميّ، أو فرس، أو ما يؤكل لحمه. الثَّاني: نجس لا يجوز استعماله، وهو ما شرب منه الكلب، أو الخنزير، أو شيء من السِّباع كالفهد والخنزير. الثّالث: مكروه استعماله مع وجود غيره: وهو…

العلاقة بين الوقف والاستثمار(1)

الاستثمار لغة: طلب الحصول على الثمرة، وثمرة الشيء ما تولد عنه، والاستثمار اصطلاحاً: تنمية المال بسائر الطرق المشروعة، واستثمار الأوقاف: إحداث النماء والزيادة بكل سبيل مشروع من الربح والغلة والفائدة والكسب وذلك باستغلالها في وجوه الاستثمار المتعددة. أولاً: الوقف والاستثمار: إن جوهر الوقف، ومقصده الأساسي، هو استمرار المنفعة والثمرة والغلة، كما جاء في الحديث الشريف:…

الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ الوَضْعِيّ (5 – البطلان)

البطلان أو الفساد: الباطل والفاسد مترادفان عند الجمهور وهما : مخالفة الفعل ذي الوجهين الشّرع. وشرح هذا التعريف يعرف من شرح الصحة، كما قدمنا، وهي موافقة الفعل ذي الوجهين الشرع، وسواء في الفعل العبادة والمعاملة . فإذا فسد العقد، لم تترتب عليه آثاره، من أخذ الثمن، وتملك المنفعة في البيع. ولم يجز للزوج الاستمتاع بزوجه…

هل أخرج الصّحابة زكاة الفطر قيمة ؟

الجواب: نعم، ثبت عن الصّحابة إخراجهم القيمة في زكاة الفطر” . فقد ذكر ابن عبد البر في كتابه الاستذكار 3/154 نصاً يدل على دفع الصحابة للقيمة، كما أنه يدل على العمل بالعرف الشائع فقال ” لا نعلم في القمح خبراً ثابتاً عن النبي – صلى الله عليه وسلم – يعتمد عليه ، ولم يكن البر…

الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ الوَضْعِيّ (4 – الصِّحَّة)

الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ الوَضْعِيّ (4 – الصِّحَّة) الصِّحَّة لغةً: ضدُّ المرض. واصطلاحاً: موافقة الفعل ذي الوجهين الشَّرع. شرح التَّعريف: 1. قولنا موافقة الفعل: يخرج الفساد، وهو مخالفة الفعل كما سيأتي. المراد بالفعل: العبادة والمعاملة، فهو شامل لهما. والمراد بذي الوجهين : أي الفعل الَّذي له وجهان، وجه يوافق الشَّرع، ووجه يخالفه، فتارة يقع موافقاً للشرع، وتارة…

المانع ومعناه، من حيث كونُه حُكْماً شَرْعِيّاً وَضْعِيّاً.

المانع لغة: هو الحائل بين الشّيئين. واصطلاحاً: هو الوصف الوجوديّ، الظّاهر، المنضبط، المعرّف، نقيض الحكم. أو: ما يلزم من وجوده العدم، ولا يلزم من عدمه وجود ولا عدم. شرح التّعريف : إنَّ معظم فقرات هذا التَّعريف قد مرّت معنا عند الكلام على السّبب، ولا مانع من إعادة شرحها. الوجوديّ: هو قيد، أخرج به الوصف العدميّ،…

الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ الوَضْعِيّ (2 – الشَّرط)

2. الشَّرط: الشَّرطُ لغةً : هو العلامة، ومنه أشراط السَّاعة، أي؛ علاماتها. وهو أيضاً: تعليق أمر بأمر، كلّ منهما في المستقبل، كتعليق صحَّة الصَّلاة على حدوث شروطها، وكلاهما في المستقبل. والشَّرط اصطلاحاً: هو ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجودٌ ولا عدم لذاته، ويكون خارجاً عن حقيقة المشروط. شرح التَّعريف: 1. هو…

الحُكْمُ الشَّرْعِيُّ الوَضْعِيّ (1- السّبب)

ذكرنا في الحلقة المقبلة، أنَّ الحُكمَ الشَّرعيَّ ينقسمُ إلى قسمين: ‌أ- الحكمُ الشّرعي التَّكليفيُّ، وقد تكلَّمنا عنه، وعن متعلِّقاته، ‌ب- الحكمُ الشّرعيُّ الوضعيُّ، وهو الَّذي سنتكلَّم عنه الآن. تعريفه: هو خطاب الله تعالى، المتعلّق بجعل الشَّيء سبباً، أو شرطاً، أو مانعاً، أو صحيحاً، أو فاسداً(1) ، والمهمّ أن نفهمَ هذه الأقسام، ونتصوَّرَها تصوَّراً سليماً، مع…

أَقْسَامُ الحُكْمِ الشَّرْعِيّ وَتَعَدُّدُ اعتِبَارَاتِ تَقسِيمِه

لَقَد قسَّم الأصوليون الحكم الشّرعيّ إلى أقسام متعددة، باعتبارات متعدِّدة، فقسّموه باعتبار كونه متعلّقاً بفعل المكلّف، أو بجعل الشّيء سبباً وغيره، إلى قسمين : الحكم الشّرعيّ التّكليفيّ، والحكم الشّرعيّ والوضعيّ. وقسموه باعتبار إيقاع العبادة في الوقت المضروب لها أو بعده إلى أداء وقضاء . وباعتبار المأمور به إلى معين ومخير . وباعتبار وقته إلى مضيق…