– إنَّنا نعتقد أنَّ الله تبارك وتعالى متصفٌ بكلِّ كمالٍ ومنزهٌ عن كلِّ نقصٍ، وهذا الاعتقاد يسمَّى المعرفة الإجماليَّة الّتي ليس فيها تفصيل.
وهناك نوعٌ آخر من المعرفة هو المعرفة التَّفصيليَّة، وهذه المعرفة تكون بمعرفة تفاصيل بعض كمالات الله تبارك وتعالى وتفاصيل ما ينزَّه عنه الله تبارك وتعالى.
– المعرفة التَّفصيليَّة: لله تبارك وتعالى صفاتٌ وأسماءٌ، وهذه الصِّفات هي كمالات له سبحانه وتعالى، وهذه الصِّفات تنقسم إلى ثلاثة أقسام: صفات نفسيَّة، وصفات سلبيَّة وصفات معانٍ ومعنويَّة، وبمعرفة هذه الأقسام الثَّلاثة يصبح الإنسان عالماً بالله تبارك وتعالى معرفةً تفصيليَّة، وهذه الأقسام الثَّلاثة نسميها: الواجب في حقِّ الله تعالى، وسنبيّن في هذا اللّقاء القسم الأوّل؛ وهو ما يجب لله تعالى من الصّفات النّفسيّة.
القسم الأوَّل: الصفات النَّفسيَّة:
– صفة الوجود: فالله تبارك وتعالى موجود، ووجوده واجبٌ عقلي، ليس بواسطة شيءٍ غيره، بل هو أصلًا موجودٌ، واعلم أنَّه ليس هناك غيرُ هذه الصّفة في هذا القسم.
الدَّليل على وجود الله تبارك وتعالى: افترض أنَّك دخلت محلًا تجاريًا، ستلاحظ أن الباب بمجرد الاقتراب منه، يفتح تلقائيًا، وبمجرد الابتعاد عنه يغلق مباشرةً.
إنَّ وجود هذا النِّظام الصارم لهذا الباب يدلُّنا على وجود صانعٍ منظم له، وليس هناك عاقلٌ يقول: وجِدَ من لا شيء.
_ لو نظرت في ساعة يدك سترى أنَّها تعمل بانتظامٍ عالٍ جدًا، وأنَّها لا تخطئ أبدًا، فأنت بمجرد ملاحظة هذا النِّظام ستقول: هذا النِّظام والتَّرتيب لابدَّ له من منظمٍ قد وضعه فإذن السَّاعة لها منظمٌ.
– كذلك العالم نحن نرى فيه الانتظام العجيب والقوانين المنضبطة، والمقادير المحكمة، وهذا كلُّه يدلٌّ على منظمٍ للعالم ومحكمٍ له وهو الله تبارك وتعالى وهو الإله المطلق الفرد الصمد لا إله إلَّا هو سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (إنَّ الله صانع كلِّ صانعٍ وصنعته) أخرجه الإمام البخاري، وسنتابع الكلام في الصفات الواجبة لله تعالى، والحمد لله ربّ العالمين.
بقلم: (الشّيخ نجدت حاج علي) من كتابه :مقدّمات تأسيسيّة في علم الكلام.