– {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى}:
يروى عن العرب قديمًا بأنّه إذا كبرت النّاقة وصارت عجوزًا، بحيث لا يعود لها لبن، ولا ولد، ولا يؤكل لحمها؛ يأخذونها إلى الصّحراء، ويوثقونها وثاقاً غير محكم، ثم يرحلون عنها، وبعد برهة تُفكّ النّاقة وثاقها، وتبقى تهيم في الصّحراء حتى آخر عمرها، فكان العرب يُسمّون هذه النّاقة: السُّدَى.
ومن خلال ذلك يفسّر قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى}(2)؛ أي: أن يترك يهيم، يفعل ما يريد، ويذهب أينما يريد، بلا أوامر ولا شريعة.
وقد جاء في الأمثال: ذهبت حياته سُدى؛ أي: ضاعت حياته هائماً فيها من غير فائدة.
===============
لسان العرب، ابن منظور، 3/1979، تح: عبد الله علي الكبير، محمّد أحمد حسب الله، هاشم محمد الشّاذلي، دار المعارف.