– قال الإمام النّووي رحمه الله تعالى: «يستحب لكاتب الحديث إذا مرّ بذكر الله (عزّ وجل) أن يكتب (عزَّ وجل) أو(تعالى)أو(سبحانه وتعالى)أو (تبارك وتعالى ) أو(جل ذكره) أو (تبارك اسمه)أو(جلت عظمته) أوما أشبه ذلك.
– وكذلك يكتب عند ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) بكمالها لا رمز إليهما ولا مقتصر على أحدهما.
– وكذلك يقول في الصحابة (رضى الله عنهم) فإن كان صحابياً ابن صحابي قال: ( رضي الله عنهما).
– وكذلك يترضى ويترحم على سائر العلماء والأخيار، ويكتب كل هذا، وإن لم يكن مكتوباً في الأصل الذي ينقل منه، فإن هذا ليس رواية؛ وإنما هو دعاء، وينبغي أن يقرأ كل ما ذكرنا، وإن لم يكن مذكورًا في الأصل الذي يقرأ منه، ولا يسأم من تكرر ذلك، ومن أغفل هذا حُرِمَ خيراً عظيماً، وفَوَّتَ فضلاً جسيماً». شرح صحيح مسلم(1/103).
– وعقّب الشّيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى في مقدمته لرسالة المسترشدين على قول الإمام النّووي رحمه الله تعالى:
« ثم إن ذكر العلماء المعتبرين، والعبَّاد الصالحين، بوصف التعظيم والإجلال، هو من صلب العمل بالعلم، ومن متطلبات العلم أيضاً، وليس هو من التطويل أو الفضول في شيء، كما يحسبه بعض العصريّين تقليداً منهم للمستشرقين، فتراهم يقتطعون أسماء الأئمة المؤلفين اقتطاعاً، ويختزلونها اختزالاً، كأنها أرقام حسابية، وهذا الاختزال – في غير موضع الحاجة الملحة إلى الاختصار – خلاف مسلك السلف من العلماء، و خلاف ما تدعو إليه الفطرة من الأدب مع الكبراء والعلماء والصالحين الأبرار، فذكرهم بأسمائهم مع التبجيل ينمي حبهم في النفوس، ويربي إجلالهم في القلوب، ويُعرّف بأقدارهم، ويحيي اتباعهم والانتفاع بهم في الأعمال والسلوك ، فرضي الله عنهم وجزاهم عنا خير الجزاء». رسالة المسترشدين، ص: 15.