– إنَّ الأمان في الإسلام شمل كلَّ حقٍّ يمكن أن تتوقّعه، وهذا ما يظهر مع الفاروق عمر رضي الله عنه، إذ إنّه كان يحبُّ أخاه زيداً، وكان زيدٌ رضي الله عنه، قد استشهد في حروب الردة، وذات نهار بسوق المدينة، يلتقي سيدنا عمر رضي الله عنه، بالأعرابي قاتل زيد، وكان قاتله قد أسلم، فقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لقاتل أخيه: ((والله لا أحبك حتى تحبَّ الأرضُ الدمَ))! فيسأله الإعرابي مُتوجِّساً: ((أفتظلمني حقي يا أمير المؤمنين))؟ قال عمر: لا! فقال الأعرابي: “إنما يأسى على الحب النساء” لم يغضب أمير المؤمنين، ولم يزجَّ به في بيوت الأشباح، ولم يتّهمه بالعَمَالة والخيانة.! ولكن، كما كظم حُزنه على موت أخيه زيد، كظم غضبه على جرأة الأعرابي؛ ولم يفعل ذلك إلا إيماناً بحق هذا الأعرابي في حرية التعبير، بكظم أمير المؤمنين الغضب – وهو في قُمّة السُّلطة – وضع الفاروق قانوناً يبيح للآخرين (حُرية التعبير). ولذلك؛ مارس الأعرابيُّ وكلُّ رعية الفاروق حرياتهم بلا توجُّس من ضياع حقوقهم.
– إنّ الكون كلّه بحاجة إلى أمان الإيمان، وعدالة الإسلام، وبحاجة إلى من يتذوق هذا الأمان، ويمارسه مع الآخرين في كل شؤون الحياة.
نعم، لم يتغير الناس ولا الحياة، ولكن ليس في القوم عمر رضي الله عنه، ليطبّق هذا الأمان.
………………………..جمعة مباركة……………………