صفة الوجود: فالله تبارك وتعالى موجود، ووجوده واجبٌ عقلي، ليس بواسطة شيءٍ غيره، بل هو أصلًا موجودٌ.
والوجود يعني: ثبوت الشّيء وتحقّقه، فالوجود: صفة ثبوتيّة يدلّ الوصف بها على الذّات دون معنى زائد عليها، فهي واجبة له تبارك وتعالى لذاته لا لعلّة؛ أي: أن غيره لم يؤثر في وجوده.
واعلم أنَّه ليس هناك غيرُ هذه الصفة في هذا القسم.
الدَّليل على وجود الله تبارك وتعالى:
_ افترض أنَّك دخلت محلًا تجاريًا، ستلاحظ أن الباب بمجرد الاقتراب منه، يفتح تلقائيًا وبمجرد الابتعاد عنه يغلق مباشرةً.
إنَّ وجود هذا النِّظام الصارم لهذا الباب يدلُّنا على وجود صانعٍ منظم له، وليس هناك عاقلٌ يقول: وجِدَ من لا شيء.
_ لو نظرت في ساعة يدك سترى أنَّها تعمل بانتظامٍ عالٍ جدًا، وأنَّها لا تخطئ أبدًا، فأنت بمجرد ملاحظة هذا النِّظام ستقول: هذا النِّظام والتَّرتيب لابدَّ له من منظمٍ قد وضعه فإذن السَّاعة لها منظمٌ.
كذلك العالم نحن نرى فيه الانتظام العجيب والقوانين المنضبطة، والمقادير المحكمة وهذا كلُّه يدلٌّ على منظمٍ للعالم ومحكمٍ له وهو الله تبارك وتعالى وهو الإله المطلق الفرد الصمد لا إله إلَّا هو سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إن الله صانع كلِّ صانعٍ وصنعته) أخرجه الإمام البخاري، وسنتابع الكلام في الصفات الواجبة لله تعالى، والحمد لله ربّ العالمين.
بقلم: (الشّيخ نجدت حاج علي) من كتابه :مقدّمات تأسيسيّة في علم الكلام، مع تصرّف يسير.