الكشف: هو نور يحصل للسّالكين، ينكشف فيه الحجاب المادّيّ والحسّيّ، فيرون الأمور على حقيقتها.
وحقيقته: أنّ القلوب تتولّى هذا الكشف، فتنعكس الأبصار في البصائر، فتمحى الأزمنة والأمكنة والمسافات.
ولا يكون هذا الكشف إلَّا للمتّقين الذّين تركوا المحرّمات، وكفّوا أنفسهم عن الشّهوات، وعمروا باطنهم بمراقبة الله تعالى، فزكت أنفسُهم وارتقت.
أصل الكشف ثابت في القرآن الكريم:
قال الله تعالى: [وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ]، ولا شكَّ أنّ معنى[نري] هنا: نكشف.
وقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: [اتّقوا فراسة المؤمن، فإنَّه ينظر بنور الله].
وعن أنس رضي الله عنه قال: أقيمت الصّلاة، فأقبل علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بوجهه فقال: [أقيموا صفوفكم وتراصّوا، فإنّي أراكم من وراء ظهري].
ومن أمثلة الكشف في حياة الصّحابة:
ما جرى من كشفٍ لسيِّدنا عمر رضي الله عنه عندما قال: «يا سارية الجبل الجبل»، وكان العدوّ قد لفّ من خلف الجبل يريد محاصرة المسلمين.