– إنّ للمرأة مكانةً عظيمةً في المجتمع، وهي أساسٌ يقوم عليه بناء المجتمع بأكمله؛ فالمرأة مُكمّلة للرَّجل، وهي سببٌ لبقاء الجنس البشريِّ واستمراره، وهي الأمُّ والأخت والابنة والزَّوجة، ولا يُتصوّر وجود حياةٍ من غير وجودها، وقد جاء الإسلام ليُعلي من شأن المرأة؛ حيث أولى النّساء أهميةً بالغة، وظهر دورهنّ الفاعل في الإسلام منذ بعثة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقد برز العديد من النّساء اللّاتي لهنّ فضل في الإسلام، وكان لهنَّ مواقف مميَّزة في نُصرة الإسلام، وسيأتي في هذا المقال بيان لأبرز النّساء اللّاتي تركن أثراً في الإسلام.
– هي أمّ المؤمنين؛ خديجة بنت خويلد القُرشيّة، كان لقبها قبل الإسلام “الطّاهرة”، وأمّها هي فاطمة بنت الأصمّ، تزوّجها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهي تبلُغ من العمر أربعين سنة، وكان عمره آنذاك خمساً وعشرين سنة، وكانت أُولى زوجات رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولم يتزوّج امرأة غيرها طيلة حياتها، وقد كانت السّيّدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أوّلَ من آمن برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأولَ من صدّقه في دعوته من بين جميع الخلائق، فلم يسبقها للإيمان لا رجل ولا امرأة، وأنجبت السّيّدة خديجةُ رضي الله عنها لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أولاده جميعَهم من الذُّكور والإناث، ما عدا ابنَه إبراهيمَ، فأمُّه هي السيّدة مارية القبطية رضي الله عنها، وقد تُوفيّت أم المؤمنين خديجة بنتُ خويلد رضي الله عنها في مكّة المكرّمة، وهي تبلغ من العمر خمسة وستين عاماً، وكان ذلك قبل هجرة النّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بخمس سنوات، وقيل بأربع، وقيل بثلاث، واستمرّ زواجها من النّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم- خمساً وعشرين سنة، حتّى توفّاها الله تعالى، ودُفنت بالحجُون.(1)
ولدورها الفاعل في مسيرة الدعوة النّبويّة بشّرت ببيتها في الجنّة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أتى جبريلُ عليه السّلام إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ الله، هذه خديجة قد أتت، ومعها إناء فيه إدَام – أو طعام أو شراب – فإذا هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عليها السلام من ربِّها، [ومنِّي] وبَشِّرها ببيت في الجنة من قَصَب، لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ».
=============================================================
(1) ابن الأثير، جامع الأصول، صفحة 96. بتصرّف.
)2) أخرجه البخاريّ ومسلم.