عندما أدركت عبد المطّلب الوفاة، أوصى برسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى عمِّه أبي طالب، وكان كريماً شهماً له مكانة في قريش، ولكنّه كان فقير الحال، كما أوصاه بسقاية زمزم.
ولما أصاب أهل مكّة قحط شديد، وانحبس المطر، توجهت قريش إلى شيخ مكة أبي طالب، وطلبوا منه أن يستسقي لهم، فلجأ أبو طالب إلى ابن أخيه، وطلب منه أن يستسقي لهم، فوافق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب إلى الكعبة وقريش خلفه، فألصق ظهره الشريف بالكعبة، وأشار بإصبعه إلى السماء متضرعاً لله تعالى، وكانت السماء صافية، وبينما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعو ويتضرّع ويتذلّل على أعتاب الله تعالى؛ فإذا بالسحاب يقبل من كل حدب وصوب، وإذا بالمطر ينهمر، وبالأودية تنفجر، وبالعيون تنفجر كرامة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وغدا النّاس راضين فرحين لما أصابهم.