بيّن النبي عليه الصلاة والسلام أنه: (من سلَكَ طريقًا يبتغي فيهِ علمًا سلَكَ اللَّهُ بِهِ طريقًا إلى الجنَّةِ وإنَّ الملائِكةَ لتضعُ أجنحتَها رضاءً لطالبِ العلمِ وإنَّ العالمَ ليستغفرُ لَهُ من في السَّمواتِ ومن في الأرضِ حتَّى الحيتانُ في الماءِ وفضلُ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ، إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درْهمًا إنَّما ورّثوا العلمَ فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ)>
وقال تعالى: {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ} فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بملائكة قدسه، وثلث بأهل العلم، وناهيك بهذا شرفاً وفضلاً وجلاءً ونبلاً.
– طلب العلم الشرعي يورث الخشية في قلوب المتعلمين والعلماء: فطالب العلم الشرعي يطلع على أسرار الآيات القرآنية، والفيوضات الربانية، ويتلمس آيات الإعجاز في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، وكل ذلك يقربه من ربه سبحانه فيزداد إيمانه وتزداد خشيته، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.
– دراسة العلم الشرعي ترفد المجتمع بالعلماء المؤهلين في كل مجال من مجالات الشريعة: كما أن العلم الشرعي يقوم برفد المجتمع بالأئمة والخطباء الذين يعتلون منابر المساجد ليعلموا الناس شؤون دينهم ويقدموا لهم النصيحة والموعظة الحسنة.
– العلم الشرعي هو وسيلة لإعداد الدعاة وتأهيلهم لحمل رسالة الدعوة إلى الله تعالى إلى جميع أنحاء المعمورة: فكثير من الناس في العالم لم تصلهم رسالة الإسلام، وهنا يكمن دور الدعاة إلى الله في تبليغ تلك الدعوة وتعريف الناس بها، كما يقوم الدعاة بدور كبير في استقبال الداخلين في دين الإسلام، وتعليمهم أحكام الدين الإسلامي.
– العلماء الشرعيون هم ورثة الأنبياء وفي علمهم صلاح الدين وحفظ الشريعة: بغياب العلماء يشيع الجهل ويسود الضلال، وإن من علامات الساعة أن يقبض الله تعالى العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فضلّوا وأضلّوا. انطلاقاً من هذه المبادئ، كانت رسالة معهد الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان للعلوم الشرعية والعربية بتخريج أئمة أعلام يصدق إن شاء الله تعالى فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين).