أراد الفاطميّون لما بنوا الأزهر أن يكون مسخّراً لنشر عقائدهم الباطلة الباطنيّة، وأراده الله تعالى لأمر جلل، فكان منارة للحقّ، ونبراساً للهداية والعلم، فتخرج فيه مئات الآلاف من العلماء والدّعاة الّذين نشروا وينشرون هذا الدّين في العالم، ويدحضون شبهات المغرضين.
واليوم يصدع الإمام الأكبر الدّكتور أحمد الطّيب شيخ الأزهر بالحقّ في خدعة الدّين الإبراهيميّ الواحد، كما هو شأنه في القضايا الكبرى، فليس ثمّ إلّا دين واحد، وهو دين جميع الأنبياء والرّسل، فقد قال الله تعالى: { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}. آل عمران. 19.
إنّ هذه الدّعوة ضلال ظاهر، وإضلال خادع، إذ كيف يتأتّى الجمع بين الموحّد والمُثلّث؟! ومتى يجتمع النقيضان أو الضّدّان؟!.
وهل هذه الدّعوة الباطلة إلّا مداهنة تغمط الحقّ الظاهر، وتُخفيه لتظهر الباطل وتُعليه؟!.
وما الدّعاة إليها اليوم إلا تبع لما دعا إليه أولئك الغابرون، إذ قالوا لأنبيائهم والمؤمنين: تعالوا نتقاسم العبادة بيننا وبينكم، تعبدون ما نعبد، ونعبد ما تعبدون، { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}، لكن خاب هؤلاء الخادعون كما خاب أولئك السّابقون، وسيظلّ الأزهر كما عهده النّاس في تاريخ الإسلام.
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا
وَانثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
وَاِذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّماً
مَساجِدِ اللَهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا
وَاخشَع مَلِيّاً وَاِقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ
طَلَعوا بِهِ زُهراً وَماجوا أَبحُرا
كانوا أَجَلَّ مِنَ المُلوكِ جَلالَةً
وَأَعَزَّ سُلطاناً وَأَفخَمَ مَظهَرا
بقلم فضيلة الدكتور: أحمد محمّد الفاضل