أرسل يوماً عطاء بن أبي رباح إلى فاطمة بنت عبد الملك زوجة عمر بن عبد العزيز قائلاً لها: أخبريني عن عمر، قالت: إنّ عمر رحمه الله تعالى كان قد فرغ للمسلمين نفسه، ولأمورهم ذهنه، فسألته يوماً عن حاله وعن صلاحه وعدالته وزهده في الدّنيا؛ فقال: إنّي نظرت، فوجدتّني قد ولّيت أمر هذه الأمّة، ثم ذكرت الفقير الجائع، والغريب الضّائع، والأسير المقهور، فعلمت أنّ اللهَ سائلي عنهم، وأنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم حجيجي فيهم، فخفت ألّا يقبل الله مني معذرة فيهم، وألّا تقوم لي مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حجّة فيهم، فرحمت – والله يا فاطمة – نفسي رحمة دمعت لها عيني، ووجع لها قلبي، فاتّعظي إن شئت أو ذري .
– أسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا صراطه المستقيم، ويثبّتنا على دينه.
آمين، والحمد لله ربّ العالمين.