– جاء في “تاريخ بغداد”، و “آداب الفقيه والمتفقه”:
أن أبا يوسف “مرض مرضاً شديداً، فعاده الإمام الأعظم أبو حنيفة مراراً، فصار إليه آخر مرة، فرآه ثقيلاً، فاسترجع، ثم قال: لقد كنت أُؤَمِّلُك بعدي للمسلمين، ولئن أُصيبَ الناس بك ليموتَنَّ معك علم كثير. ثم رُزِق العافية وخرج من العلَّة، فأُخبر أبو يوسف بقول أبي حنيفة، فارتفعت نفسه، وانصرفت وجوه الناس إليه، فَعَقَد لنفسه مجلساً في الفقه، وقصَّر عن لزوم مجلس أبي حنيفة، فسأل عنه؟ فأُخبِر أنه قد عقد لنفسه مجلساً، وأنه قد بلغه كلامك فيه.
فدعا رجلاً كان له عنده قَدْرٌ فقال: سِرْ إلى مجلس يعقوب فقل له: ما تقولُ في رجل دفع إلى قصار ثوباً ليقصِّره بدرهم، فصال إليه بعد أيام في طلب الثوب، فقال له القصار: ما لك عندي شيء، وأنكره، ثم إن ربَّ الثوب رجع إليه فدفع إليه الثوب مقصوراً، أَلَه أُجرةٌ؟ فإن قال: له أجرة، فقل: أخطأتَ، وإن قال: لا أجرة له، فقل: أخطأتَ. فصار إليه فسأله، فقال أبو يوسف: له الأجرةُ، فقال: أخطأتَ، فنظر ساعة ثم قال: لا أجرةَ له، فقال: أخطأتَ!
فقام أبو يوسف من ساعته فأتى أبا حنيفة، فقال له: ما جاء بك إلا مسألةُ القصار؟! قال: أجل، قال: سبحان الله، من قَعَد يفتي الناسَ وعَقَد مجلساً يتكلَّم في دين الله، وهذا قدره، لا يُحْسِن أن يجيبَ في مسألة من الإجارات!! فقال: يا أبا حنيفة علّمني، فقال: إن كان قَصَره بعدما غصَبه فلا أجرة له، وإن كان قصره قبلَ أن يغصِبه فله الأجرة، لأنه قصره لصاحبه.
ثم قال: من ظنَّ أنه يستغني عن التعلُّم فليبكِ على نفسه!”.
ثم قال له :تَزبَّبْتَ قبل أن تُحَصْرِم .
من كتاب معالم إرشادية
فضيلة الشيخ محمد عوامة .
===
🎥 youtube.com/@abuhanifa0901
📷 instagram.com/abuhanifa0901
🔗 twitter.com/abuhanifa0911
🔗 t.me/abuhanifamahad
🔗 abuhanifah.org
📧 abuhanifa0911@gmail.com
📞 +90 553 188 01 77
🔗 wa.me/905531880177
📌نرحب بزيارتكم على العنوان:
Balat Mah. Sultan Selim Cad. No: 14, Çarşamba Çukurbostan Camii, Fatih / İstanbul.
goo.gl/maps/XZYuHaymeuCbdEAT6