(المُنجِيَاتُ مِنَ الُمهلِكَاتِ)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرّحِيْم
– فِيْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ الْمُبَاْرَكِ، نُصَلِّيْ وَنُسَلِّمُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمِّدٍ رَسُوْلِ اللهِ، وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَاْلَاْهُ، عَدَدَ مَاْ فِيْ عِلْمِ الله، وَنَسْأَلُ اللهَ البَرَكَةَ وَالسَّعَةَ وَالسَّعَادةَ لَنَاْ وَلَكُمْ فِيْ جُمْعَتِنَا هَذِهِ.
اعْلَمُوا إِخْوَتِيْ وَأَخَوَاتِي بأنَّ مختصر مَا يَجِبُ مِنَ علوم النجاة عَلَىْ كُلِّ وَاْحِدٍ مِنَّا ثَلَاثَة أبواب، علينا أن نعرف مَا خَفِي مِنْهَا وَمَا ظهر، وهي: بَابَانِ فِيمَا بَيننا وَبَين الله تَعَالَى، وَبَاب بَيننا وَبَين النَّاس.
فَأَمّا الَّذِي بَيننا وَبَين النَّاسِ؛ فَهُوَ النُّصْحُ؛ لِلْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو رُقَيَّةَ؛ تَمِيْمُ بنُ أَوْسٍ الدَّارِي رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ، قَاِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: (الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ) (1). والنُّصح يكون فِيمَا خَفِي من الأشياء وَفِيمَا ظهر، وَمَا قَلَّ وَمَا كَثُرَ، لِلْقَرِيْبِ وَالْبَعِيدِ، والْعَدُوِّ وَالصَّدِيق.
وَأَمَّا َالَّذِي بَينَنا وَبَينَ اللهِ تَعَالَى:
فَالْبَابُ الْأَوَّلُ: النِّيَّةِ وتَصْحِيْحُهَا، والإِرَادَةُ فِي الأعمال، فِيمَا خَفِي وَمَا ظَهَرَ، وَمَا قلَّ وَمَا كَثُرَ، لقَوْل النَّبِيِّ صلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّم: (إِنَّمَا الْأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ) (2).
وَالْبَابُ الثَّانِي: مَعْرِفَةُ الرَّجُلِ نَفْسَه، كما قال الله تعالى: ((أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)) (3).
==============================================
(1): الحديث أخرجه الإمام مسلم، برقم:55.
(2): متفق عليه، واللفظ للبخاري، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، برقم:1.
(3): سورة الزمر، الآية 9.