الآن: بعدما مررنا على معنى الحكم، وأنواعه بحسب المنشأ، لابدَّ أن نعلم أن لكل نوعٍ أقساماً هي:1_الواجب. 2_المستحيل. 3_الجائز.، فمعنى الواجب: الحكم الثابت دائماً، ومعنى المستحيل: الحكم المنفي دائماً، ومعنى الجائز: الحكم الّذي يقبل الإثبات، ويقبل النّفي.
فالحكم العاديّ ينقسم إلى:
1_ واجبٍ وهو ما يكون ثابتًا دائمًا، ومعرفتنا لهذا الثّبوت كان بواسطة التّكرار والمشاهدة، ومثاله:
_ الماء يغلي عند درجة 100. هذا الحكم عرفناه بواسطة التّكرار والمشاهدة فهو عاديّ، وأيضاً عرفنا ثبوته دائمًا وعدم تخلّفه في العادة بواسطة التكرار والمشاهدة فكان وجوبه أيضًا عاديًا.
_ السّمُّ قاتل. هذا الحكم عرفناه بواسطة التّكرار والمشاهدة، فهو عادي، وعرفنا أنَّه ثابتٌ دائماً بواسطة التّكرار والمشاهدة، فكان وجوبه أيضًا عاديّاً.
2_ مستحيل وهو ما يكون منفيّاً دائماً، ومعرفتنا لهذا النّفي بواسطة التّكرار والمشاهدة.
مثاله:
– الماء يغلي في درجة 70. فهذا الحكم عرفنا أنَّه غير ثابتٍ بواسطة التّكرار والمشاهدة، فهو عاديّ، وأيضاً عرفنا أنَّه منفيٌ دائماً بواسطة التّكرار والمشاهدة، فكانت استحالته عاديّة.
_النّار لا تحرق. هذا الحكم عرفنا أنَّه غير ثابتٍ بواسطة التّكرار والمشاهدة فهو عاديّ، وأيضاً عرفنا أنَّه منفي دائماً بواسطة التّكرار والمشاهدة فكانت استحالته عاديّة.
3_ الجائز: هو ما يجوز أن يكون ثابتاً، ويجوز أن يكون منفيّاً.
مثاله:
نزول المطر في الشّتاء، فهذا الأمر جائزٌ أن يحصل في العادة، وجائز ألَّا يحصل، إذ في بعض السّنوات لا تهطل الأمطار في فصل الشّتاء.
فإذاً: النّزول وعدم النّزول أمرٌ جائز، وكلاهما ثابت بالتّكرار والمشاهدة.
_أن يأكل الإنسان الطّعام ثلاث مرّاتٍ في اليوم أمرٌ جائز، أن يحصل في العادة، وجائز ألَّا يحصل أيضاً، إذ في بعض الأيّام يحصل وفي بعضها لا.
بقلم: (الشّيخ نجدت حاج علي) من كتابه :مقدمات تأسيسية في علم الكلام.