فواتح السّور في القرآن الكريم: حسن افتتاح الكلام من غاية البلاغة وأسباب القبول، لأنّه أوّل ما يلامس أذن السّامع، فإن كان بليغاً جميلاً استدعى انتباه السّامع وإقباله، وإلّا لم يكن له ذلك الأثر والتّأثير. وقد شهد أئمّة البيان والبلاغة للقرآن الكريم أنّه أتت فيه فواتح السّور على أحسن الوجوه وأكملها، حتّى أخذت منه فنون حسن…
فواتح السّور في القرآن الكريم: حسن افتتاح الكلام من غاية البلاغة وأسباب القبول، لأنّه أوّل ما يلامس أذن السّامع، فإن كان بليغاً جميلاً استدعى انتباه السّامع وإقباله، وإلّا لم يكن له ذلك الأثر والتّأثير. وقد شهد أئمّة البيان والبلاغة للقرآن الكريم أنّه أتت فيه فواتح السّور على أحسن الوجوه وأكملها، حتّى أخذت منه فنون حسن…
القراءة في اللّغة: مصدرٌ ل: قرأ. وفي الاصطلاح؛ القراءات هي: العلم بكيفيَّات أداء كلمات القرآن الكريم، واختلافها بعزو النَّاقلة. ولمَّا كان النّقل بعزو النّاقلة يختلف قوّة وضعفاً بحسب حال النّاقلة؛ فقد احتاج الأمر إلى ضابط، لتتميّز القراءة المقبولة وغير المقبولة. – وقد ضبط علماء القراءات القراءة المقبولة بقاعدة مشهورة متّفقٍ عليها بينهم، وهي: كلُّ قراءة…
– يعرّف سبب النزول: بأنه ما نزلت الآية أو الآيات تتحدّث عن أيّام وقوعه. – من فوائد علم أسباب النّزول: 1 ـ الاستعانة على فهم المعنى المراد، لما هو معلوم من الارتباط بين السّبب والمسبّب. 2ـ معرفة حكمة الأحكام الشّرعيّة المأخوذة من الآيات القرآنيّة، مما يكون أدعى لتفهمه وتقبله، فمن قرأ آيات تحريم الخمر، متدرجة…
(بسم الله الرّحمن الرّحيم) – الرَّحمن الرَّحيم: اسمان من أسماء الله تعالى، أمّا الرّحمن فهو لجميع الخلق، والرّحيم للمؤمنين خاصّة، قال محمد بن يزيد: هو تفضّل بعد تفضّل، وإنعام بعد إنعام، ووعد لا يخيب آمله. وأصل الرّحمة رقّة في القلب، والله تعالى لا يوصف بذلك، إلّا أنَّ معنى الرِّقة يؤوّل إلى الرّضا؛ لأنّ من رحِمْته…
1 – واجب تعاهد القرآن واستذكاره يقول الله تعالى: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) هذا البيان القرآني، يحمل بين طياته كلماتٍ جديرةً بأن توحي لهذه الأمة بكرامتها على الله تعالى؛ كما توحي إليها بضخامة التَّبعة والمسؤوليّة…
– إنّ أجلّ طرق التَّفسير وأحسنها: تفسير القرآن بالقرآن ، ثم تفسير القرآن بالسنة، ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة، ثمّ تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين، ثم تفسير القرآن بلغة العرب، ثم تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع. وهذه الطرق ليست متمايزة ولا متخالفة، بل بينها تداخل واشتراك، ويعين بعضها على بعض، والمقصود من…
الحمد لله الذي أنزل كتابه هدى ورحمة للمؤمنين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإنّ من رحمة الله تعالى وحكمته أن يسّر القرآن للذكر؛ فقال جلَّ شأنه:{ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر}. وتيسير الله للقرآن يشمل تيسير ألفاظه للحفظ والتلاوة، وتيسير معانيه للفهم والتدبر، وتيسير هداه…
أوَّلاً: يفسّر الورود: أ- بالدّخول في النّار – ب- بالمرور على الصّراط ج – بالإشراف عليها من بعد – د- برؤيتها في القبر – هـ- بأنَّها في حقّ الكفّار فقط. ثانياً: وإن منكم إلا واردها: هذا قسم والواو تتضمَّنه، ويفسُّره الحديث الشّريف، «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسّه النّار إلَّا تحلّة القسم»…
– يدّعي بعض المتوّهمين أنّ القرآن الكريم لا يراعي الفوارق الزّمنيّة بين الأنبياء، ويستدلّون على ذلك بقوله سبحانه وتعالى: ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلّاً هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريَّته داوود وسليمان وأيّوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين) (84) (الأنعام)، فأيّوب بن أموص بن أسباط عيص بن إسحاق، ويتساءلون: أين أيّوب من…
– عندما ترتطم أمواج البحر الهائج، وتتضايق ملمّات الحياة، وتزداد الخطوب المؤلمة، عندها لا يجد المرء غير ربّه سبحانه, يبثّ إليه شكواه, ويناجيه في جوف اللّيل البهيم, بكلمات صادقةـ ودعاء لحوح مخلص، أن ينجيه الله تعالى ممّا يكره ويقربه من كلّ ما يحبّ. – والمؤمن المتّصل بربه برباط وثيق، يفزع إلى كتاب ربه القرآن، فتهدأ…
– إنّ علم أزمنة النّزول القرآنيّ يرتبط ارتباطاً لصيقاً بعلم أمكنته، وتحديد مواقعه، لكنّهما ينفصلان لاعتبارات فنِّيَّة أخرى، فالزَّمن له اعتبار، والمكان له اعتبار، ولكلّ منهما اهتمامات لدى النَّاس. وهذان العلمان ممّا خصّ بهما القرآن الكريم، عن سابقه من كتب إلهيّة، بل ويعدّان أيضاً من نقاط التّمايز التّنزيليّ الإلهيّ على الأنبياء والمرسلين. فماذا- بعد- عن…
– لم يأت (الحزنُ) في القرآن إلّا: منهيَّاً عنه، كقوله تعالى: ((ولا تهنوا ولا تحزنوا)) أو منفيَّاً كقوله: ((فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)). – وسرُّ ذلك: أنَّ “الحزنَ” لا مصلحة فيه للقلب، وأحبُّ شيء إلى الشيطان أن يحزنَ العبد المؤمن، ليقطعه عن سيره ويوقفه عن سلوكه. وقد استعاذ منه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:…
– في ليلة القدر من شهر رمضان المبارك، كان نزولُ القرآن العظيم، الّذي قال الله تعالى فيه: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ). إنَّها أعظمُ اللَّيالي، وإذا كانت الأحداث ترتبط بالأزمنة…
تنتظم تحت هذه الحكمة أمور أربعة، تتجسّد من خلالها الحكمة من النزول منجّماً، وأنّه كان الحسم في أيِّ مسألة شائكة قد وقعت، أو سؤال محرج قد طرح على النّحو الآتي: 1 – كان ينزل القرآن الكريم ليجيب السّائلين لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم امتحاناً وإحراجاً، فيكبت الممتحنين له، ويثبَّته على رسالته. ومثال ذلك، قوله…
ـ كل ما في القرآن من « الأسف » فمعناه الحزن إلا ﴿ فَلَمَّاْ آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ الزخرف 55، فمعناها أغضبونا. ـ كل ما في القرآن من « البروج » فهي الكواكب إلا ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾النساء:78،فمعناها القصور الطوال الحصينة. ـ كل ما في القرآن…
– التّدرّج سنّة كونيّة، تشمل كلّ موضوعات حياة الإنسان المادّيّة والمعنويّة، لاسيّما ما يتعلّق بالتّدرّج في الخطاب؛ ذلك لأن مقتضى المقام ومراعاة أحوال المخاطَب النفسيّة والفكرية والعقليّة كلّ ذلك يفرض على الخطاب المؤثّر أن يلتزم منهجاً في التّبليغ، يتّسم بهذه السّمة الّتي تأخذ شرعيّتها من القرآن الكريم، لذلك نجد من أساليب القرآن الكريم في مخاطبة…
الموضوع العاشر: الحكم والأسرار في تنجيم القرآن الكريم (1): لتنجيم نزول القرآن الكريم أسرارٌ عدَّةٌ، وحكم كثيرة نستطيع أن نجملها في أربع حكم رئيسة، سنتكلّم عنها تباعاً: الحكمة الأولى: تثبيت فؤاد النّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وتقوية قلبه، وذلك من وجوه خمسة: الوجه الأوَّل: أنّ في تجدّد الوحي، وتكرار نزول الملك به من جانب الحقّ…
إنّ الشّبهة الّتي تقول:(بأنّ القرآن الكريم لو كان من عند لله تعالى لنزل دفعة واحدة، فلمَّا كان النُّزول تنجيماً، دلَّ على أنَّه من عند غير الله تعالى) هي شبهةٌ باطلةٌ، وبطلانُها من وجهين: 1) الكتب السّابقة لم تنزل جملة واحدة. 2) هناك أسباب لنزول القرآن الكريم منجَّماً: فتنزيل القرآن الكريم منجَّماً حسب الوقائع والأحداث، ليكون…
ابتدأ إنزال القرآن الكريم من مبعثه عليه الصَّلاة والسَّلام، وانتهى بقرب انتهاء حياته الشّريفة، وتقدّر هذه المدّة بعشرين، أو ثلاثة وعشرين، أو خمسة وعشرين عاماً، تبعاً للخلاف في مدّة إقامته في مكّة بعد البعثة، أكانت عشر سنين، أم ثلاث عشرة، أم خمس عشرة سنة، أمّا مدّة إقامته بالمدينة فعشر سنين اتّفاقاً. كذلك قال السُّيوطيّ. ولكن…
إنَّ الّذيْ نَزَلَ به سيّدنا جبريلُ عليه السّلام على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو القرآن والسنّة، أمّا القرآن فنزوله كان بالألفاظ الحقيقية المعجزة من أول الفاتحة إلى آخر سورة النّاس، وتلك الألفاظ هي كلام الله وحده، لا دخل لسيّدنا جبريل عليه السّلام، ولا لسيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم في إنشائها وترتيبها، بل الّذي…
– لم يكن نزولُ القرآنِ الكريمِ بنمطٍ واحدٍ، وإنّما كان له أنماطٌ ثلاثة: التَّنزُّل الأوَّل: تنزّلٌ إلى اللّوح المحفوظ، وهذا التَّنزُّل له، لم يطّلع على حقيقته أحد، فهو غيب من غيوبه سبحانه، إلّا من أطلعه عليه، وتميّز هذا التّنزّل بأنَّه: نزل جملة واحدة، ولم يتنزَّل مفرّقّاً، ودليلُه قوله تعالى: ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ(21) فِي…
«القرآن الكريم هو: كلام الله تعالى، المنزَّل من السَّماء على سيِّدنا محمَّد صلَّى الله عليه وسلّم خاتم الأنبياء، المتعبّد بتلاوته، المكتوب في المصاحف، المنقول إلينا بالتّواتر، النّاسخ للشّرائع السّالفة»، وحتّى نتعرّف على ماهيّة النّزول القرآنيّ، وما يشتمل عليه من أنواع، فنحن مضطّرّون إلى أن نعرّف معناه. أوّلاً: معنى النّزول في القرآن الكريم: لقد جاء التّعبير…
الموضوع الرابع حَدِيْثُ: أَوّلُ ما نَزَل من الوحي القرآنيِّ، ومفرداتُه اللُّغويّة كنَّا في الموضوع السَّابق (الوحيُ القرآنيّ) قد وقفنا على أهمِّيَّة معرفة حقيقة الوحي، وأنواعِه، ووقعِه على رسول اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، وفي لقائنا المتجدِّدِ، هذا؛ سنتعرّفُ على أوَّلِ ما نزل من القرآنِ الكريمِ، وفقَ ما وردَ عن الهَديِ النّبويِّ، إذ كانَ أوَّلُ ما…
المَوضُوعُ الثَّالِثُ (3) الوحيُ القرآنيّ: نقطةُ البدايةِ في علوم القرآنِ الكريمِ، تكونُ من فنّ الوحي من السَّماء، فهو الأساسُ، وعليه تُبنى لَبِنَاتُ المعارف القرآنيّة. فما حقيقة الوحي إذاً؟. قبل أن نحدّد له حقيقة، علينا أن نعلم أنّه غيب من غيوب الله تعالى، يُطْلعُ عليه من يشاء من رسله، أمّا ما سواهم: فهم محجوبون عنه، وهو…
المَوضُوعُ الثَّاني (1) أَسْمَاءُ الْقُرْآنِ الكَرِيم وَحِكْمَةُ تَعَدُّدِهَا – سُمِّيَ القرآنُ الكريمُ بأسماءَ كثيرة، أُخِذَتْ من أوصافِه الَّتي وردت فيه، وقد بيَّن العلماء رحمهم الله تعالى، حكمةَ تعدُّدِ الأسماءِ للقرآنِ الكريم، فقالَ الفيروز آبادي رحمه الله تعالى: “اعلم أنَّ كثرةَ الأسماء تدلُّ على شرف المُسمَّى أو كماله في أمر من الأمور، أما ترى أنَّ كثرةَ…
المَوضُوعُ الأوَّلُ (1) في عُلُوْمِ الْقُرْآنِ الْكَرِيْم بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرّحيم الحمدُ للهِ ربّ العالمين، وأفضلُ الصَّلاة وأتمُّ التَّسليم على سيدنا محمّد، وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه إلى يوم الدّين. مرحباً بكم زوّار موقع معهد الإمام الأعظم أبي حنيفة النُّعمان في رحاب قسم علوم القرآن الكريم، حيثُ سنبدأ فيه مع حضراتكم بالتّعريفِ بعلوم…
ربط العلّامة عبد الحميد الفراهي الهنديّ، بين حرف الألف الّتي تبدأ به سورة البقرة (ألم)، ومعنى الألف بالعبريّة، إذ معناها البقرة، وقد ذكرت قصّة البقرة فيها.! وربط بين السّور الأربع الّتي تبدأ بحرف الطّاء (طه، وطسم، وطس ، وطسم)، ومعنى الحيّة، إذ معنى الطّاء: الحيّة، وقد ذكرت عصا سيّدنا موسى عليه السّلام فيها، وانقلابها إلى…