– الخَلْوَة وأسرارها:
الخَلْوَة: هي ابتعاد عن النَّاس لمدّة يسيرة من الوقت، وتركٌ للأعمال الدّنيويّة لفترة قصيرة من الزّمن، كي يتفرّغ القلب من شواغل الدّنيا وينشغل بذكر الله تعالى والتّفكّر في آلائه.
وقالت السَّيِّدة عائشة رضي الله عنها: أوّل ما بدئ به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الوحي الرّؤيا الصّالحة في النّوم، ثم حبّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنّث [يتعبّد] فيه اللَّيالي ذوات العدد.
فهذا دليل على أنَّ أوَّل من سنَّ الخَلوة هو حبيبنا النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وهو قدوة وأسوة حسنة لنا في كلّ أعماله وأوصافه وكلامه.
وقد قال بعض العارفين: ما تلذّذ المتلذّذون بمثل الخّلوة بمناجاة الله تبارك وتعالى.
وقال ذو النون المصريّ: لم أرَ شيئاً أبعثَ على الإخلاص من الخلوة.