القرآن الكريم
– يدّعي بعض المتوّهمين أنّ القرآن الكريم لا يراعي الفوارق الزّمنيّة بين الأنبياء، ويستدلّون على ذلك بقوله سبحانه وتعالى: ( ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلّاً هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريَّته داوود وسليمان وأيّوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين) (84) (الأنعام)، فأيّوب بن أموص بن أسباط عيص بن إسحاق، ويتساءلون: أين أيّوب من…
– عندما ترتطم أمواج البحر الهائج، وتتضايق ملمّات الحياة، وتزداد الخطوب المؤلمة، عندها لا يجد المرء غير ربّه سبحانه, يبثّ إليه شكواه, ويناجيه في جوف اللّيل البهيم, بكلمات صادقةـ ودعاء لحوح مخلص، أن ينجيه الله تعالى ممّا يكره ويقربه من كلّ ما يحبّ. – والمؤمن المتّصل بربه برباط وثيق، يفزع إلى كتاب ربه القرآن، فتهدأ…
– إنّ علم أزمنة النّزول القرآنيّ يرتبط ارتباطاً لصيقاً بعلم أمكنته، وتحديد مواقعه، لكنّهما ينفصلان لاعتبارات فنِّيَّة أخرى، فالزَّمن له اعتبار، والمكان له اعتبار، ولكلّ منهما اهتمامات لدى النَّاس. وهذان العلمان ممّا خصّ بهما القرآن الكريم، عن سابقه من كتب إلهيّة، بل ويعدّان أيضاً من نقاط التّمايز التّنزيليّ الإلهيّ على الأنبياء والمرسلين. فماذا- بعد- عن…
– لم يأت (الحزنُ) في القرآن إلّا: منهيَّاً عنه، كقوله تعالى: ((ولا تهنوا ولا تحزنوا)) أو منفيَّاً كقوله: ((فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)). – وسرُّ ذلك: أنَّ “الحزنَ” لا مصلحة فيه للقلب، وأحبُّ شيء إلى الشيطان أن يحزنَ العبد المؤمن، ليقطعه عن سيره ويوقفه عن سلوكه. وقد استعاذ منه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:…
– في ليلة القدر من شهر رمضان المبارك، كان نزولُ القرآن العظيم، الّذي قال الله تعالى فيه: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ، سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ). إنَّها أعظمُ اللَّيالي، وإذا كانت الأحداث ترتبط بالأزمنة…
تنتظم تحت هذه الحكمة أمور أربعة، تتجسّد من خلالها الحكمة من النزول منجّماً، وأنّه كان الحسم في أيِّ مسألة شائكة قد وقعت، أو سؤال محرج قد طرح على النّحو الآتي: 1 – كان ينزل القرآن الكريم ليجيب السّائلين لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم امتحاناً وإحراجاً، فيكبت الممتحنين له، ويثبَّته على رسالته. ومثال ذلك، قوله…
ـ كل ما في القرآن من « الأسف » فمعناه الحزن إلا ﴿ فَلَمَّاْ آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ الزخرف 55، فمعناها أغضبونا. ـ كل ما في القرآن من « البروج » فهي الكواكب إلا ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ﴾النساء:78،فمعناها القصور الطوال الحصينة. ـ كل ما في القرآن…
– التّدرّج سنّة كونيّة، تشمل كلّ موضوعات حياة الإنسان المادّيّة والمعنويّة، لاسيّما ما يتعلّق بالتّدرّج في الخطاب؛ ذلك لأن مقتضى المقام ومراعاة أحوال المخاطَب النفسيّة والفكرية والعقليّة كلّ ذلك يفرض على الخطاب المؤثّر أن يلتزم منهجاً في التّبليغ، يتّسم بهذه السّمة الّتي تأخذ شرعيّتها من القرآن الكريم، لذلك نجد من أساليب القرآن الكريم في مخاطبة…
الموضوع العاشر: الحكم والأسرار في تنجيم القرآن الكريم (1): لتنجيم نزول القرآن الكريم أسرارٌ عدَّةٌ، وحكم كثيرة نستطيع أن نجملها في أربع حكم رئيسة، سنتكلّم عنها تباعاً: الحكمة الأولى: تثبيت فؤاد النّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وتقوية قلبه، وذلك من وجوه خمسة: الوجه الأوَّل: أنّ في تجدّد الوحي، وتكرار نزول الملك به من جانب الحقّ…
إنّ الشّبهة الّتي تقول:(بأنّ القرآن الكريم لو كان من عند لله تعالى لنزل دفعة واحدة، فلمَّا كان النُّزول تنجيماً، دلَّ على أنَّه من عند غير الله تعالى) هي شبهةٌ باطلةٌ، وبطلانُها من وجهين: 1) الكتب السّابقة لم تنزل جملة واحدة. 2) هناك أسباب لنزول القرآن الكريم منجَّماً: فتنزيل القرآن الكريم منجَّماً حسب الوقائع والأحداث، ليكون…